رئيس جمعية إبصار يدعو إلى منصة رقمية لإحصاء وتسهيل حياة ذوي الإعاقة
تحدّث رئيس جمعية ''إبصار'' محمد المنصوري في برنامج 'ميدي شو' اليوم الجمعة 21 جوان 2024 عن الدعوة التي وجهتها الجمعية لإحداث منصة رقمية خاصة بإحصاء ذوي وذوات الاعاقة لتحسين تغطيتهم الصحية وتكون تحت اشراف وزارة الصحة وبالشراكة مع وزارة الشؤون الاجتماعية.
وأوضح ان الجمعية جاءت لتغيير النظرة النمطية للأشخاص ذوي الإعاقة واعتبارهم مواطنين ومواطنات، قائلا "منذ الاستقلال وإلى ما بعد 2011 كنا أشخاصا مفعول بنا وتعامل الدولة معنا كان رديئا جدا حيث اختارت أن يكون تعاملنا مع المؤسسات الجمعياتية وتملصت من مسؤوليتها تجاهنا وهو ما جعلنا نشعر أننا مواطنون من الدرجة الثانية وجعل وضعيتنا الاجتماعية والاقتصادية متردية جدّا" حسب تعبيره.
وفي سؤاله عن الأرقام الرسمية التي قدّمتها الدولة حول وجود 430 ألف مواطن حامل للإعاقة ومن ذوي الاحتياجات الخصوصية، أجاب محمد المنصوري أن تونس الى اليوم لا تملك احصائيات علمية وتوزيع جغرافي لهذه الفئة من المجتمع والأرقام المقدّمة غير دقيقة.
وأوضح أن الرقم المنشور على موقع وزارة الشؤون الاجتماعية هو 236 ألف حامل للإعاقة وحسب المنظمة الدولية للصحة في تونس فان نسبة حاملي الإعاقة تتراوح بين 13 و%15 من اجمالي السكان "ما يؤكد ان الأرقام المقدّمة متضاربة وخاطئة"، وفق قوله.
وتابع ضيف ميدي شو أنّ "صاحب الاعاقة ليس مجبرا على الذهاب الى الدولة لإبلاغهم بإعاقته لان البعض يرفض التصريح أنه صاحب إعاقة لأنه حالما يصنف نفسه فان كل شيء يتغير حوله انطلاقا من الاسرة التي تتغير علاقتهم به".
كما لفت إلى أن الإحصاء العام الذي تقوم به الدولة التونسية كل 10 سنوات لم ينجح في تحديد أعداد حاملي الاعاقات بشكل دقيق "لأنه وللأسف القائمون بالإحصاء لم يتلقوا تدريبا كافيا وإلزاميا لتخصيص خانة حول الأشخاص ذوي الإعاقة في أي عائلة".
وفي هذا الخصوص، بيّن رئيس جمعية ''إبصار'' محمد المنصوري إلى أهمية وضع تصور جديد فيه منصة رقمية قادرة على حصر الأرقام لتقديم الخدمات الأساسية وتسهيل حياة حاملي الإعاقة ومساعدتهم.
وكشف أنّ "بطاقة الإعاقة "لا تضيف شيئا لحاملها رغم أنها تنصّ على أنه صاحب أولوية "لكن إلى اليوم في المجتمع التونسي هناك اعتقاد أن تبجيلنا هو منّة وليس حقّا وممارسة مؤسساتية فرضتها ".
وأضاف المنصوري "البطاقة المذكورة تنصّ على النقل المجاني لكن السؤال المطروح هل يستطيع صاحب الإعاقة ان يستقل هذه الوسائل واستعمالها ؟ الإجابة لا.. ففي الحافلات على سبيل المثال التي تم استيرادها من أوروبا هناك أماكن مخصصة لمستعملي الكراسي المتحركة وأبواب لكنها عندما تصل الى تونس يتم تعطيلها وحتى المكان المخصص للكرسي يتحوّل إلى مكان للقابض وأيضا الإشارات الصوتية عند وصول المحطات لا تعمل".